ترتيب أفقر الدول في الشرق الأوسط 2023
تُعد منطقة الشرق الأوسط من المناطق الغنية بالثروات الطبيعية خصوصاً النفط والغاز، إلا أن هذا الثراء لم يكن كافياً لمنع وجود تفاوت كبير في مستوى المعيشة والدخل بين الدول المختلفة. في عام 2023، شهدت عدة دول في الشرق الأوسط تحديات اقتصادية كبيرة أثرت بشكل مباشر على مستويات الفقر والفجوة الاجتماعية. يتناول هذا المقال بالتفصيل ترتيب أفقر الدول في الشرق الأوسط خلال عام 2023 مع تحليل أسباب الفقر في كل دولة، بالإضافة إلى عرض مؤشرات اقتصادية واجتماعية تبرز حالة الفقر والضعف الاقتصادي فيها.
مفهوم الفقر في الشرق الأوسط
الفقر هو الحالة التي يعاني فيها الفرد أو الأسرة من عدم القدرة على تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء، المسكن، التعليم، والرعاية الصحية. في الشرق الأوسط، لا يقتصر الفقر فقط على الجانب المالي، بل يمتد ليشمل الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية مثل البطالة، ضعف الخدمات العامة، وارتفاع معدلات التضخم. تعتمد تقديرات الفقر على عدة مؤشرات رئيسية مثل دخل الفرد، معدل البطالة، ومستوى التنمية البشرية.
العوامل المؤثرة في انتشار الفقر في الشرق الأوسط
هناك عدة عوامل تؤثر في معدلات الفقر في دول المنطقة، منها:
-
الحروب والنزاعات المسلحة: أثرت النزاعات في سوريا، اليمن، العراق وليبيا بشكل سلبي على اقتصاديات هذه الدول، مما تسبب في تدهور مستوى المعيشة وانتشار الفقر.
-
اعتماد الاقتصاد على النفط: دول تعتمد بشكل كبير على النفط تواجه مخاطر اقتصادية كبيرة مع تقلبات أسعار النفط في الأسواق العالمية.
-
الفساد وسوء الإدارة: تؤثر قضايا الفساد على تخصيص الموارد وتوزيعها بشكل عادل، مما يزيد من معدلات الفقر.
-
النمو السكاني السريع: يضع ضغطاً على الخدمات العامة وفرص العمل، مما يؤدي إلى زيادة نسبة البطالة والفقر.
-
تأثيرات جائحة كورونا: زادت الأعباء الاقتصادية وأدت إلى فقدان العديد من الوظائف وزيادة الفقر في بعض الدول.
ترتيب أفقر دول الشرق الأوسط في 2023
تم ترتيب الدول بناءً على عدة معايير تشمل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، مؤشر التنمية البشرية، معدلات البطالة، ونسب الفقر الرسمي وغير الرسمي.
1. اليمن
يعتبر اليمن من أفقر دول الشرق الأوسط وأكثرها تضرراً من النزاعات المسلحة المستمرة منذ سنوات. يعيش أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، حيث تسببت الحرب في انهيار البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية.
-
نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي: حوالي 940 دولار أمريكي سنوياً.
-
معدل الفقر: يتجاوز 50% من السكان.
-
معدل البطالة: يزيد عن 30%، مع تزايد البطالة بين الشباب والنساء.
-
أسباب الفقر: الحرب المستمرة، نقص الخدمات الأساسية، انهيار الاقتصاد، أزمة الغذاء والمياه.
2. سوريا
منذ بداية الحرب الأهلية عام 2011، تعرض الاقتصاد السوري لانهيار كبير مع تدمير كبير في البنية التحتية. يعيش ملايين السوريين في فقر مدقع، إضافة إلى وجود أعداد كبيرة من اللاجئين والنازحين داخلياً.
-
نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي: أقل من 1500 دولار أمريكي.
-
معدل الفقر: أكثر من 60% من السكان يعانون من الفقر المدقع.
-
معدل البطالة: يصل إلى 50% في بعض المناطق.
-
أسباب الفقر: الحرب، العقوبات الاقتصادية، تدمير الاقتصاد، النزوح القسري.
3. فلسطين
تواجه فلسطين تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة بسبب الاحتلال، الحصار، وتقييد الحركة، مما يعيق التنمية الاقتصادية ويزيد معدلات الفقر، خصوصاً في قطاع غزة.
-
نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي: حوالي 3200 دولار أمريكي.
-
معدل الفقر: أكثر من 29% في الضفة الغربية وأكثر من 53% في غزة.
-
معدل البطالة: يتجاوز 40% في غزة.
-
أسباب الفقر: الاحتلال، القيود على الحركة، نقص الاستثمار، الحصار الاقتصادي.
4. العراق
رغم احتياطي النفط الضخم، يعاني العراق من انتشار الفقر نتيجة للحروب السابقة، الفساد، وضعف الخدمات العامة، مما يؤثر على توزيع الثروة.
-
نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي: حوالي 5000 دولار أمريكي.
-
معدل الفقر: يقدر بنحو 25% من السكان.
-
معدل البطالة: حوالي 12-15% مع ارتفاع في بعض المناطق.
-
أسباب الفقر: الفساد، ضعف البنية التحتية، النزاعات المسلحة، تدهور الخدمات.
5. الأردن
يواجه الأردن ضغوطاً اقتصادية متزايدة بسبب تدفق اللاجئين، الاعتماد الكبير على المساعدات الخارجية، وارتفاع معدلات البطالة خصوصاً بين الشباب.
-
نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي: حوالي 4400 دولار أمريكي.
-
معدل الفقر: يقدر بحوالي 15%.
-
معدل البطالة: يقارب 20%، مع ارتفاع في فئة الشباب.
-
أسباب الفقر: محدودية الموارد الطبيعية، الضغط السكاني، بطء النمو الاقتصادي.
6. لبنان
تواجه لبنان أزمة اقتصادية حادة منذ سنوات مع انهيار العملة الوطنية وارتفاع معدلات التضخم والفقر.
-
نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي: حوالي 7000 دولار أمريكي (معدل متراجع بسبب الأزمة).
-
معدل الفقر: وصل إلى أكثر من 55% من السكان.
-
معدل البطالة: يتجاوز 30%.
-
أسباب الفقر: الأزمة الاقتصادية، انهيار النظام المالي، الأزمة السياسية، الانهيار البنكي.
7. مصر
على الرغم من التطورات الاقتصادية التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة، لا تزال هناك نسبة كبيرة من السكان تعاني من الفقر بسبب التفاوت الاقتصادي الكبير وارتفاع تكاليف المعيشة.
-
نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي: حوالي 3700 دولار أمريكي.
-
معدل الفقر: حوالي 29%.
-
معدل البطالة: يتراوح بين 7-10%.
-
أسباب الفقر: التفاوت في توزيع الدخل، الكثافة السكانية، ضعف البنية التحتية في بعض المناطق.
8. السودان
تتعرض السودان لأزمات اقتصادية وسياسية متلاحقة أدت إلى زيادة معدلات الفقر والتدهور في مستوى الخدمات.
-
نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي: حوالي 900 دولار أمريكي.
-
معدل الفقر: أكثر من 46%.
-
معدل البطالة: يرتفع فوق 20%.
-
أسباب الفقر: الصراعات الداخلية، التدهور الاقتصادي، العقوبات، نقص الاستثمار.
مقارنة بين مؤشرات الفقر في الدول الأفقر بالشرق الأوسط (2023)
| الدولة | نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي (دولار) | معدل الفقر (%) | معدل البطالة (%) | الأسباب الرئيسية للفقر |
|---|---|---|---|---|
| اليمن | 940 | >50 | >30 | الحرب، انهيار الاقتصاد، نقص الخدمات |
| سوريا | <1500 | >60 | ~50 | الحرب، العقوبات، النزوح |
| فلسطين | 3200 | 29-53 | >40 | الاحتلال، الحصار، القيود الاقتصادية |
| العراق | 5000 | 25 | 12-15 | الفساد، النزاعات، ضعف الخدمات |
| الأردن | 4400 | 15 | ~20 | محدودية الموارد، اللاجئون، النمو البطيء |
| لبنان | 7000 (متراجع) | >55 | >30 | الأزمة الاقتصادية، الانهيار البنكي، التضخم |
| مصر | 3700 | 29 | 7-10 | التفاوت الاقتصادي، الكثافة السكانية |
| السودان | 900 | >46 | >20 | الصراعات، العقوبات، التدهور الاقتصادي |
جهود محلية ودولية لمكافحة الفقر في الشرق الأوسط
تسعى العديد من الحكومات والمنظمات الدولية إلى تقليل معدلات الفقر في الشرق الأوسط من خلال:
-
دعم برامج التنمية الاقتصادية.
-
تعزيز الاستثمار في البنية التحتية والخدمات الاجتماعية.
-
تنفيذ مشاريع تهدف إلى تمكين الشباب والنساء.
-
تحسين نظم الحماية الاجتماعية.
-
دعم اللاجئين والمناطق المتأثرة بالنزاعات.
على الرغم من هذه الجهود، تبقى التحديات كبيرة وتتطلب تكاتفاً أكبر بين الحكومات والمجتمع الدولي لتحقيق تنمية مستدامة وتحسين ظروف المعيشة.
الخلاصة
يشير ترتيب أفقر الدول في الشرق الأوسط لعام 2023 إلى وجود فجوات اقتصادية واجتماعية كبيرة بين دول المنطقة، خصوصاً التي تأثرت بالصراعات والحروب أو تعاني من أزمات سياسية واقتصادية عميقة. الفقر في هذه الدول ليس مجرد حالة مالية بل هو نتاج تراكم عوامل متعددة تشمل النزاعات، سوء الإدارة، والضغوط الاقتصادية. ويتطلب الحد من الفقر استراتيجيات شاملة تعتمد على التنمية الاقتصادية المستدامة، تحسين الخدمات الاجتماعية، ومواجهة التحديات السياسية والاقتصادية بفعالية.
المصادر
-
تقرير التنمية البشرية 2023 – برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)
-
البنك الدولي – تقارير اقتصادية الشرق الأوسط 2023
